والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: كيف يسمح لعبارات شركة السلام بالإبحار وهي علي هذا النحو من اللامبالاة والاهمال؟
في هذا الصدد تشير المعلومات إلي أن هناك لجنة من ميناء السويس البحري تقوم بالكشف علي هذه العبارات قبل مواسم الحج والعمرة .. ويكون الكشف علي هيئة تحديد بعض الملاحظات التي يتم ابلاغ الربان بها .. ثم تعود اللجنة بعد يومين او ثلاثة للتأكد من تلافي الملاحظات التي تم تحديدها.. كأن تحدد مثلا ان المولد رقم (3) لايعمل بصورة جيدة .. او ان باب العبارة الرئيسي 'RAMP' لايعمل أو ان الجراُ متسخ ويجب دهانه.. ثم بعد يومين او ثلاثة تأتي اللجنة بعد ان يكون الربان قد اعطي تعليماته بتلافي هذه الملاحظات .. وهنا تبدي اللجنة عدم ممانعتها في ابحار العبارة علي الرغم من الملاحظات التي وضعت والتي لم يتسن للجنة التأكد من انجازها .. وهكذا تستمر الامور في الدوران .. فلو ان هناك لجانا كانت تحكم اصحابها الضمائر الحية لما تركت اجهزة الانذار والاستغاثة معطلة لنحو ثلاثة اشهر وهو ما حال دون الاستغاثة او الاتصال بأي من جهات الانقاذ لمواجهة كارثة غرق السفينة 'السلام 98'.
وفي هذا فإن القانون الدولي البحري وهيئات الاشراف والسلامة البحرية الدولية تضع العديد من القواعد تشترط التقيد بها حتي يسمح للسفينة بالعمل والابحار .. ومن بينها انه يجب علي كل عبارة ان تدخل الحوض للكشف عليها من اسفل كل خمس سنوات .. وتؤكد ضرورة ازالة الطحالب والمواد العالقة علي جوانب العبارة من اسفل ودهانها ووضع قطع الزنك عليها وتنظيفها عن طريق 'SAND PRAST' وهو ما لا تفعله شركة السلام التي تكلف بعض العاملين فيها بإزالة الشوائب بآلات حادة تدعي 'رشم' لأن العبارات المتهالكة لاتتحمل ماكينة 'SAND PRAST' حيث انها تعمل بالرمال وضغط الهواء وهو ما لايتحمله حديد السفينة الخردة.
ومن ضمن الاشتراطات التي ينص عليها القانون الدولي البحري وقوف السفينة بالحوض العائم او الجاف لمدة لاتقل عن 20 ، 25 يوما للصيانة وهو ما لاتطبقه شركة السلام التي لاتترك سفنها في الحوض سوي لخمسة ايام فقط بالنظر لارتفاع تكلفة الحوض.
جملة القول ان عوامل السلامة والمتانة مفقودة تماما علي عبارات السلام .. ولعل ما قيل في الايام الماضية ومنذ وقوع كارثة العبارة 'السلام 98' علي لسان الخبراء والمتخصصين يكشف حقيقة هذا الاهمال الجسيم.
تاريخ غير مشرف لعبارات السلام
والمثير في الأمر ان عبارات شركة السلام لديها تاريخ غير مشرف من الملاحقات والمخالفات غير المحدودة .. حيث تعرضت عباراتها لمواقف وحوادث مؤسفة .. ففي العام 2000 وبعد عام واحد من توقيع العقد بين شركة السلام وشركة 'TERENIA' الايطالية لبيع السفن الخمس بغرض التقطيع وليس التشغيل .. قامت شركة السلام بارسال العبارة 'السلام 94' الي 'نابولي' لتحميل ركاب اجانب .. غير انه من سوء حظ الشركة كان يتواجد في هذا الوقت صاحب شركة'TERENIA' الملاحية وهو ايطالي الجنسية .. وما ان شاهد العبارة 'السلام 94' التي باعها سابقا الي شركة السلام تحمل ركابا حتي قام بإبلاغ سلطات ميناء 'ايطاليا' بهذه الواقعة .. وعلي الفور تم طرد العبارة 'السلام 94' من الميناء وتمت اعادتها الي الاسكندرية.
موقف آخر تعرضت له العبارة 'السلام 96' داخل ميناء 'برشلونة' الاسباني في العام 2001 .. فبعد قيام هيئة الموانئ والمفتشين الهندسيين باسبانيا بالكشف علي العبارة 'السلام 96' بعد دخولها ميناء 'برشلونة' بحوالي ساعتين قادمة من ميناء 'الاسكندرية' وجدوا ان هناك '150' بندا غير مطابقة لمواصفات السلامة .. وان السفينة متهالكة، ولا تستطيع نقل ركاب اسبان إلي موانئ اخري .. وبالتالي .. ولأن هؤلاء المفتشين لايستطيع احد شراءهم بالمال .. فقد تم الحجز علي العبارة 'السلام 96' داخل ميناء 'برشلونة' لنحو 20يوما الامر الذي دفع كلا من 'ممدوح اسماعيل' رئيس مجلس ادارة شركة السلام ونجله 'عمرو' إلي السفر إلي 'اسبانيا' لمحاولة الوصول لحل للمشكلة وبصحبتهما سبعة من المحامين المصريين.. الا ان كافة المحاولات التي بذلت في هذا الصدد باءت بالفشل الكامل.. خاصة بعد ان اكدت التقارير الهندسية ان العبارة لاتصلح للابحار ولايمكن ان تغادر الميناء الاسباني قبل ان تقوم شركة السلام بعمل اللازم تجاه ال'150' بندا حفاظا علي ارواح الطاقم وكان عددهم '50' مصريا و '75' كوبيا.
وبدلا من اصلاح الاخطاء بحسب رأي الجهات الهندسية الاسبانية قام ربان العبارة 'السلام 96' وهو السيد 'YANNI' بإبلاغ هيئة ميناء برشلونة بأنه يريد مغادرة الميناء لان رصيف الميناء غالي الثمن وانه يريد الذهاب إلي منطقة 'المخطاف الداخلي' بميناء 'برشلونة' لأنها منطقة رخيصة.
وقد تم اعلان الربان بموافقة هيئة ميناء 'برشلونة' علي طلبه وتم بالفعل نقل العبارة 'السلام 96' إلي منطقة 'مخطاف داخلي' باسبانيا .. الا انه وبعد دخول الليل قام الربان 'YANNI' بالاستعداد للهرب من منطقة 'المخطاف الداخلي' الي عرض البحر .. الا انه وبعد ساعة واحدة وجد لانشا حربيا اسبانيا وراءه ويطالبه بالتوقف والعودة الي الميناء . ولكن الربان رفض واستمر في الملاحة الي ميناء 'الاسكندرية' .. ثم وبعد العودة قامت شركة السلام بنشر اعلان لتأجير السفينة خلال موسم الصيف حيث قامت شركة 'اخناتون' للسياحة بتأجيرها ولكن في رحلات الي تركيا واليونان وسوريا ولبنان.
إن الاهمال واللامبالاة في شركة السلام المسئولة عن ارواح آلاف البشر لايعد ولا يحصي.. ففي احدي المرات واثناء ابحار العبارة 'السلام 96' في ميناء 'رودس' باليونان اغلق باب السفينة 'RAMP DOOR' علي الركاب اليونان والقبارصة ولم يفتح الا بعد ثلاث ساعات .. وفي العام 99 توفي المرحوم 'محمد الجباس' اثناء عمله في ميناء بورسعيد علي ظهر العبارة 'السلام 94' حيث كان يعمل علي سقالة لدهان جسم السفينة وقد سقط من ارتفاع 20مترا مصطدما بجوانب السفينة الحديدية ثم سقط في المياه لانه لايوجد حزام وسط كان من المفترض ان يتعلق به .. ولم تتحرك الشركة بتوفير تلك الاحزمة الا بعد وفاته حيث قامت بارسال 10 احزمة امان للسقالات .. ليس لحماية العاملين .. بل لأن جهات الامن اعلنت عزمها علي التحقيق في الامر .. وحين سألت شرطة ميناء بورسعيد كبير الضباط 'طارق البلك' عن هذه الحادثة اجاب بأن احزمة الامان موجودة ولكن الحادثة قضاء وقدر .
في عام 2002 تعرضت العبارة 'السلام 98' لحريق في الجراُ الخاص بها بسبب ماس كهربائي .. فترتب علي ذلك ان اشتعلت النيران في الامتعة والحقائب وتم القاؤها في البحر ولم يتم صرف اي تعويض للركاب عن هذه الحقائب الي وقتنا هذا.
والاخطر ان العبارات التابعة للشركة تتخلص من اكياس القمامة والتي تبلغ الاطنان بإلقائها داخل مياه البحر .. كما يتم سحب المياه المتسخة داخل السفن نتيجة تبريد الماكينات بسحبها في عرض البحر بالاضافة الي الزيوت والشحوم وجميع السوائل الراكدة وغير الراكدة الامر الذي تحظره دوليا اتفاقيات 'MARLPOL' للتلوث البحري.
لقد تفاوتت الحوادث التي تعرضت لها سفن شركة السلام ومنها سقوط قارب النجاة من علي ظهر العبارة 'السلام 94' وعلي متنه 20 فردا من افراد الطاقم اثناء الاختبار مما ادي الي اصابة ثلاثة منهم بفتح رءوسهم بعد قطع الواير الواصل بين القارب والسفينة نتيجة للتآكل الشديد وعدم تحمله لهذا العدد بالرغم من أن قارب الانقاذ يسع نحو 90 فردا.. الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات حول اهلية القوارب التابعة لتلك السفن من العمل .. فالقوارب متهالكة وتخالف كافة القواعد والقوانين المحددة من هيئة السلامة البحرية 'SOLAS' وهي القواعد التي وضعت في العام 74 والتي تنص علي مايلي:
1 في حالة غرق السفينة علي جانبها الايمن وغرق كل قوارب انقاذ الجانب الايمن يكون في استطاعة قوارب انقاذ الجانب الايسر حمل جميع ركاب العبارة.
2 في حالة غرق العبارة علي الجانب الايسر وغرق كل قوارب انقاذ الجانب الايسر يكون في استطاعة قوارب انقاذ الجانب الايمن حمل كل الركاب.
3 في حالة غرق كل قوارب الانقاذ اي جانب ايمن وجانب ايسر .. يتم حمل جميع الركاب داخل 'رماثات النجاة' والموجودة بتقسيم يسمح بذلك.. مثلا خمسة رماثات في المقدمة وعشرة في المؤخرة وعشرون علي السطح وذلك طبقا لحمولة السفينة من الافراد.
وعلي ذلك فإن ما حدث للعبارة 'السلام 98' من غرق لايوصف إلا بانه لم يتم فتح رماثات النجاة كما يجب .. ولم يتم نزول قوارب النجاة بالشكل المتعارف عليه.
وكل ذلك يأتي في سياق الاهمال الذي طال كل شيء في سفن شركة السلام .. فجميع عبارات السلام تم تصنيعها ما بين العامين 1960 ، 1969 اي منذ نحو ال40 عاما علما بأن متوسط عمر اي سفينة في العالم من 20 ، 25 سنة تشغيل بالنظر لما يصيب بدن السفينة من عطب نتيجة قسوة البحر.. ولذا فإن السفن المتهالكة والتي لاتصلح للإبحار في اوربا يتم بيعها لشركات مصرية علي سبيل الخردة.. ولعل ما تكشفه الصور المرفقة حول تهالك بدن السفينة 'السلام 98' ليعطي دليلا واضحا علي نوعية السفن التي تستخدمها تلك الشركة وغيرها بتحميل آلاف المصريين عليها دون اتخاذ اي من الاحتياطات اللازمة لحمايتهم.. والمثير أن السفن المتهالكة والتي لاتصلح للإبحار في الدول الاوربية تقوم شركات مصرية بشرائها علي سبيل الخردة ويتم دهانها من الخارج وتغيير أسمائها وشهاداتها وعلم دولة التصنيع واستبداله بعلم 'بنما' علي ان يتم تشغيلها مرة اخري في مصر وخاصة بين موانئ البحر الاحمر.
والدليل علي ذلك ان العبارات 'السلام 90، والسلام 95، والسلام 98' انتهي مصيرها بالغرق .. اما العبارات 'السلام 92، والسلام94، والسلام 96' فقد تم بناؤها في العام 1969 وادخلت الخدمة منذ العام 71 اي انها تجاوزت عمرها الافتراضي بكثير.
لقد اقدم السيد 'ممدوح اسماعيل' رئيس مجلس ادارة الشركة علي تصرف غير مفهوم في العام 2000 .. فأثناء موسم الصيف قامت شركة السلام للنقل البحري بتغيير الرسومات الهندسية للعبارة 'السلام 94' 'مانزوني' واستبدال الرسومات برسومات هندسية لعبارة حديثة لكي تستطيع السفر خلال موسم الصيف مع شركة اسبانية .. وكانت الشركة الاسبانية في ذلك الوقت تريد استئجار عبارة حديثة وقد قامت شركة السلام باستبدال الرسومات القديمة برسومات هندسية جديدة لا تنطبق اصلا علي العبارة 'السلام 94' 'مانزوني' .. وتم تغيير اسم العبارة الي 'TERTIUM MILLENUM' بمعني الالفية الثالثة .. وقد سافرت العبارة إلي اسبانيا وبعد اكتشاف المؤجر الاسباني لهذا الفخ قام برفع دعوي قضائية للتعويض، ثم تم الحجز علي العبارة بالميناء الاسباني قبل ان تهرب الي الاسكندرية.
ولم يكن من الغريب ان تحمل الرسومات المستحدثة توقيع السيد 'ممدوح اسماعيل' كما هو وارد في المستند المرفق.
إن من الامور المثيرة للسخرية ان يدافع السيد 'ممدوح اسماعيل' وابنه 'عمرو' عن العبارة 'السلام 98' الغارقة بالاشارة الي ان حالتها جيدة بقوله انها كانت تشارك في مؤتمر عظماء الدول السبع بايطاليا.. دون ان يكملا الحقيقة التي تقول ان العبارة كانت تستخدم كفندق عائم من اجل نوم حراس المؤتمر فقط وكانت من ضمن 20عبارة علي مستوي العالم .. بل وحدثت مشكلة بداخلها اثناء وقوفها بميناء 'GENWA' الايطالي وهي عدم نظافة كبائن واسرة الحراس الايطاليين .. كما انه واثناء وجود الغطاسين وقيامهم بالتفتيش اليومي علي السفن الراسية بالميناء للتأكد من عدم وجود ألغام وجدوا تسريب زيت وغاز الي مياه البحر وهو امر محظور دوليا طبقا لاتفاقية 'MARLPOR' للتلوث البحري وتم ابلاغ سلطات الميناء بهذه الواقعة لاتخاذ اللازم .. وقد كان السيد 'عمرو ممدوح اسماعيل' موجودا اثناء التحقيق فأصيب بارتفاع في ضغط الدم وتم علي الفور ابعاد العبارات 'السلام 94 والسلام 96 والسلام 98' بعد انتهاء اعمال المؤتمر.
أسئلة حاسمة تحتاج إجابات واضحة
بقي علي ضوء ملابسات الكارثة وما تبعها وفي ضوء ما تكشف من معلومات أن نطرح العديد من الأسئلة الحاسمة التي تحتاج إلي اجابات صريحة وواضحة من اصحاب الشأن:
أولا: أين كانت الشركة وملاكها وهيئة الموانئ والجهات السيادية ومن يراقبون البحر ليلا ونهارا حين اختفت الباخرة في قاع البحر الاحمر لست ساعات كاملة فيما كان من تبقي من الناجين يصارعون الموت وسط امواج البحر الهائجة؟
ثانيا: اين الحقيقة فيما روي علي لسان القبطان 'صلاح جمعة' ربان السفينة 'سانت كاترين' التابعة للشركة من أنه طلب ابلاغ الجهات الدولية لإنقاذ السفينة الغارقة وان ادارة الشركة رفضت ذلك لأن الابلاغ عن الانقاذ سيكلفها مبالغ طائلة؟
ثالثا: اذا كان ارتفاع الامواج قد بلغ يوم الابحار (7) أمتار وبلغت سرعة الرياح '65' ميلا وكانت الاحوال الجوية سيئة للغاية .. فكيف يتسني اصلا السماح للعبارة 'السلام 98' وللسفينة 'سانت كاترين' بالابحار في تلك الظروف القاسية برغم وجود آلاف الركاب علي متنهما.. ام ان الباحثين عن اكتناز المال لاتعنيهم ارواح المصريين؟
رابعا: بماذا نفسر عدم وصول اية برقية استغاثة من العبارة 'السلام 98' الي ادارة الشركة وهيئة الموانئ طيلة فترة الانقطاع .. ألا يعزز ذلك الاقوال التي اكدت ان اجهزة الاستغاثة بالعبارة معطلة عن العمل؟
خامسا: ماذا عن حقيقة ما قيل علي لسان بعض الناجين من ان لنشا ضم نحو ستة من البحارة من طاقم السفينة الغارقة قد هبط منها لحظة تعرضها للغرق وحمل معه كافة مستندات وأوراق العبارة متجها إلي جهة لم يعلن عنها حتي الآن؟
سادسا: اذا كانت العبارة الغارقة قد ارسلت لحظة غرقها اشارات استغاثة اوتوماتيكية الي كل من 'لندن واسكتلندا وفرنسا' .. فكيف لم يتسن الاتصال بالشركة وهيئة موانئ البحر الاحمر لإبلاغ تلك الاستغاثة خلال ست ساعات من الاختفاء..؟ وهل الجهات المعنية في مثل تلك الدول يمكن أن تتجاهل استغاثة سفينة تتعرض للغرق وتصمت طيلة ست ساعات دون ابلاغ السلطات المختصة او العمل من اجل انقاذ السفينة الغارقة وركابها بأية طريقة من الطرق؟
سابعا: اذا كان 'ممدوح اسماعيل' رئيس شركة السلام يقول في حواره مع الاهرام الجمعة الماضي ان عبارات الشركة مجهزة بأحدث المعدات وانها جاهزة للتفتيش.. فليفسر لنا اسباب القرار السعودي بإعادة السفينة 'السلام 94' وسفينة اخري بدون ركاب الاسبوع الماضي بسبب افتقادهما لعوامل الامان والسلامة؟
ثامنا: يقول رئيس الشركة إن وقوع حادث او اثنين للعبارات التابعة لشركة السلام لايشكل نسبة كبيرة مقارنة بحوادث الطيران.. ونحن نسأله: ولماذا عبارات السلام بالذات ودون غيرها هي التي تغرق وتندلع فيها الحرائق؟ ولماذا عبارات السلام التي تعمل تحديدا علي خطوط (جدة سفاجا السويس)؟ ولماذا لم نسمع عن سفن اخري عالمية تغرق في البحار والمحيطات التي تمر بها؟
تاسعا: اذا كان طاقم العبارة الغارقة مدربا علي مواجهة الاخطار التي تتعرض لها السفن وهي كثيرة فهل من الطبيعي استخدام المياه في عمليات إطفاء الحريق الذي شب في الباخرة ام ان الطبيعي هو استخدام الرغاوي ووسائل الاطفاء الحديثة التي لاتدفع السفينة نحو الميل علي احد جوانبها بسبب تكدس المياه مما اسهم في ميلها ثم غرقها كما روي شهود العيان؟
عاشرا: اذا كان نحو اكثر من ثلاثمائة شخص قد كتبت لهم النجاة من الكارثة فإن اكثر من الف ابتلعتهم مياه البحر الاحمر بعد ان غاصت السفينة بهم في اعماقه.. والسؤال هنا: الم يكن حريا بطاقم العبارة اطلاق صفارات الانذار بتنبيه الركاب ومحاولة النجاة بأنفسهم بدلا من الموت داخل كبائن الموت بالسفينة الغارقة؟
حادي عشر: ان الشهود الذين قدر لهم النجاة اكدوا انهم ظلوا يتخبطون بالمياه لفترات تتراوح بين 20 و 50 ساعة انتظارا لمن يأتي وينقذهم.. واذا كان الامر كذلك فأين قدراتنا البحرية والجوية للتعامل مع كارثة بهذا النوع..؟ واذا كان الأمر علي هذا النحو الذي ظهرنا فيه علي مثل هذا المستوي من الضعف والتردد .. فهل يأمن مواطن علي نفسه في ظل هذا الاداء المتراخي لجهات ومؤسسات الدولة 'العشوائية'؟!