وبعد الطوفان وانهيار الحضارات ..
عادت الحياة مرة أخرى وتفرقت الشعبة المؤمنة التى نجت مع سيدنا نوح عليه السلام وكان من نسله مصر بن سام بن نوح والذى أطلقت على مصر تسميته وفقا لأرجح أقوال الأثر
هذه هى مصر بلادىهنا أريد أن أوضح لك نقطة بالغة الأهمية وأرجو أن تتمعنى فيها جيدا
لو أننا تحدثنا عن الحمقي الذين ينظرون بلادهم ودينهم وحضارتهم نظرة عنصرية لما كفتنا الصفحات .. وهذا أمر طبيعى موجود فى كل زمان ومكان
فليس غريبا أن تصادفي مثل تلك العضوة التى تغتر ولا تعتز ببلادها
وهناك فارق ضخم بين الغرور والإعتزاز
أن أعتز بما عندى أمر طبيعى ومطلوب لكن دون انقاص قدر الآخرين
أما الغرور والإدعاء فهذا هو المرفوض
فالغرور أن تغتر بنعمة الله عليك وتظنها من نفسكوالإدعاء أكبر وأطم ..
وهو أن تغتر بما ليس لك فيه نصيب
مثل تلك العضوة .. فعلى أى أساس تغتر ؟!
هل ساهمت فى تلك الحضارة التى تغتر بها أو كان لها فى أحداثها دور ؟!
كلا بالطبع
أما الإعتزاز فهو أن يكون نظرك موجها ناحية بلادك وعظمتها كطريق لك تتخذه لمواصلة الإنجاز , لا أن للجلوس والفخر الفارغ
وهو أمر منتشر كما قلت من قديم الزمن , ففي أيام يزيد بن معاوية حدثت فتنة شديدة للفخر بالعنصر العربي وهى العنصرية التى هدمها الإسلام ونهى عنها وقرر أن المفاضلة بالتقوى لا بالجنس ,
المساواة لا تعنى عدم وجود الأفضلية ..
وهذا معناه أن الأفضلية موجودة فليس كل الناس وكل الأقطار سواء , بل هناك تكريم وتشريف يفضل بعضها على الآخر لكن الغرور بهذا مرفوض , وأيضا انكار التفاوت فى الفضل مرفوض لأن القول بالمساواة إنما هو فى الحقوق والواجبات وليس معناه أن الناس والحضارات والبلاد على حد سواء
والنقطة الثانية وهى الأهم
هى أن الرد على هؤلاء لا يكون بمثل ذلك
وإلا أصبحنا مثلهم
فالمغرور أو المدعى أخطأ بادعائه .. أما لو واجهنا إدعاءه بانكار واقع وحقيقة راسخة حتى نهدم غروره ..
فنحن هنا نقع فى خطأ أشدتماما كما حدث من البعض عندما واجهوا إدعاءات الرافضة مثلا بإنكار بعض فضائل الإمام على رضي الله عنه .. فانظرى إلى أن قادهم التطرف فى الفكر
فتحت تأثير محاربة أفكار الرافضة " وهو هدف نبيل " وقعوا فى جرم حقيقي وهو إنكار ومحاولة المساواة بين الإمام على بن أبي طالب رضي الله عنه بينما هو صاحب فضل لا غبار عليه
وأراك وقعت دون وعى تحت نفس التأثير
فليس هناك من يوافق على الغرور بمجرد الإنتماء لمصر ومحاولة تسفيه بقية الأوطان لأن الأوطان فى حاجة إلى من يضيف إليها لمواصلة التحضر لا الإكتفاء بالعنصريةولكن فى نفس الوقت
لا يمكن تحت تأثير كراهية التعصب أن نبادر لمواجهته عن طريق الإنكارفلو فرضنا أن هناك حجازيا افتخر بمكة على سبيل العنصرية , هل نواجهه بانكار أنها أفضل بقاع الأرض عند الله ؟!
وبالمثل الذى يفتخر بعنصرية وتحيز لمصرهل نواجهه بمحاولة نزع تلك الأفضلية وهذا التشريف ؟!
كلا بالطبع
الحل هو مواجهة التعصب بالمقاومة وبأسلوب فى منتهى البساطة ,,
فتلك العضوة التى تجاوزت وادعت وأكثرت الفخر بمصر .. يمكنك أن تسأليها سؤالا واحدا ثقي أنه سيخرسها
قولى لها
أنت تفخرين بمصر وهذا حق .. لأنها أم الحضارات
فماذا فعلت أنت لتفخر بك مصر ؟!!
هل اكتفيت بترديد إنجازات الآخرين والعيش عليها ؟!