محمد بن عبد الله الذي نشأ في تلك البيئة الجاهلية في قلب شبه الجزيرة العربية وسط أناس لا يعرفون سوى الشعر والسيف ، مقبورين في ضريح الجهل والظلمات ، خرج في العقد الرابع من عمره يعلن للناس أنه نبي يأتيه الخبر من السماء، قلة من آمنوا به والباقي نفى نبوته ورجموه بالكذب والجنون والكهانة والشاعرية ، وكل من أنكر نبوته قال إنه من خط القرآن او تلقاه من غيره .
هل هذا الرجل كذاب؟
مكذبوه كانوا يدعونه بالصادق الامين قبل ان يعلن انه نبي ....
كيف رجل يبلغ به الصدق الى الدرجة التي يجمع عنه الناس ويقرون له بالصدق ان يأتي بعد هذا العمر فيكذب
كيف رجل يظل اربعين عاما لا يتفوه بالكذب ولم يشين به لسانه وبعد بلوغه اشده يكذب
الانسان منا في المراحل العمرية الاولى يكون اهوج اخرق ارعن ثم بعد اكتمال العقل يتزن وليس العكس
فكيف برجل يظل طول مراحل طفولته ومراهقته وشبابه لا ينطق الا الصدق حتى اعتبره الناس مثال في الصدق والامانة ثم بكل بساطة بعد ان يصل لسن الاربعين يتحول 360 درجة ويكذب كذبة شنعاء قاسى من اجلها وقاسى اتباعه منها الويلات على مر العصور حتى الان .
ترى لو كان محمد كاذبا ...ماذا كان مرماه من هذا ؟ .....انسان يدعي النبوة ، ما الذي يكنه في سريرة نفسه من وراء هذه الكذبة
ولو كان كاذبا لماذا كان يخلص في العبادة مادام هو من اختلقها واختلق شعائرها ....لماذا كان يصلي بالليل والناس نيام لماذا انسان يصلي ويعبد ويجهد نفسه لشيء هو من صنع عقله ومخيلته لدرجة ان احدى زوجاته قد رأت تورم رجليه فتسأله لماذا وانت مغفور ما فعلته وما ستفعله فيقول افلا اكون عبدا شكورا....هل هذا الجواب وهل هذا الاخلاص وهل هذه العبادة تنبع من رجل افاك كذاب ضال مضل !!
ماذا كان سيخسر لو انه اكتفى بالصلاة امام المسلمين فقط ....لماذا يصلي صلاة تهجد وقيام زيادة من عنده لم يفرضها الله- او لم يفرضها هو على حد زعم من ينكر نبوته- ايضا لو كان كذابا لماذا كان يصوم صوما اكثر مما فرض عليه الصوم كان شهر رمضان فقط لماذا كان يصوم يومي الاثنين والخميس والايام القمرية (البيض) من عنده ....لماذا كان يصوم رمضان اساسا لو كان هو من فرضه لماذا فرضه اساسا لو كان هو كذاب ومدعي ....ان الايام والسنين تخبرنا ان الذين ادعوا النبوة كانوا يخففون على اتباعهم وعلى انفسهم فهذا مسيلمة مثلا كان قد الغى الصلاة واحل الخمر واحل الزنا .
لماذا هذا الرجل حرم على نفسه الخمر والزنا -منهم من يقول انه كان انسانا اسيرا للجنس مغرما بالنساء فهل لو كان كما يزعمون كان يحرم الزنا ؟..كلا والف كلا ...بل كان سيبارك الزنا ويحله له ولاتباعه خاصة وان الزنا كان امرا طبيعيا مألوفا في هذا الوقت في هذه البقعة من الارض - ولماذا حرم لحم الخنزير والحيوانات الميتة والدم والنطيحة وغيرهها وغيرها
يقول لي احدهم من الممكن ان يكون هذا الرجل يحرم الاشياء التي لايحبها ويحل الاشياء التي يحبها ....سؤال منطقي ولكن للأسف فالاجابة تدحض منطقيته حيث ان محمدا كان يكره اكل الضب -حيوان كان يأكله الناس- وكان يشاهد من صحابته من يأكله فلماذا لم يحرم اكل الضب ان كان هو من يحرم ويحلل وليس الله ....ايضا لماذا حلل اكل السمك ومحمد لم يعرف طيلة حياته طعم السمك ....لماذا كان يتجه لقبلة بيت المقدس في بادىء الامر ويتأذى من كلام اليهود مع ان نفسه كانت تتوق للكعبه حتى قبل سفره وهجرته للمدينة فقد كان يجعل الكعبه بينه وبين بيت المقدس ....كان بمقدوره -ان كان كذابا- ان يجعل القبلة على هواه من البداية وهي الكعبة
لو كان محمدا كذاب لماذا قال ان ربه منعه من الدعاء الى امه وقال ايضا ان اباه في النار ...فلو كان محمد كذاب او مدعي كان من الممكن ان يقول ان الله سيجزيه في امه وسيدعه يدعوا لأمه يستغفر لها ويشفع لها
لو كان كذابا لما كان يتجرأ ان يرسل للملوك والاباطرة ان يؤمنوا بدعوته
لو كان كذابا لما كان يدخل في المعارك وهو كله ايمان وثقة بربه
لو كان كذابا لما قال ان الكسوف الذي حدث عندما مات ابنه ابراهيم ليس بسبب موت ابنه ولكن الشمس والقمر ايتان من ايات الله ...واقسم لو كان محمدا كذابا او مدعيا للنبوة لأستغل هذه الحادثة ليؤكد نبوته، ولقال ان الله احدث هذا الكسوف تكريما لابنه ابراهيم ، ولكن هذا لم يحدث....بل ان المسلمين عندما رددوا ان الكسوف حدث بسبب موت ابنه ، لم يتركهم يرددوا هذه الاقاويل بل خرج لهم وهو في قمة حزنه ، وقال ان الشمس والقمر ايتان من ايات الله لا يكسفان لموت احد.