<HR style="COLOR: #e1e1e1; BACKGROUND-COLOR: #e1e1e1" SIZE=1>
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله واسعدكم برحمته وبركاته عليكم
اللهم صلى وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم اما بعد:
اخوانى واخواتى فى الله نرى فى هذا الزمن العجيب كثير من الناس لا يهمهم الذنوب وانما يهمهم اشباع رغبتهم وغريزتهم
هؤلاء الناس يعتقدون ان الله سيمهلهم ويترك لهم الفرص وانه غفور رحيم نعم صحيح انه هو الغفور الرحيم لكن.....اما يعلمون انه شديد العقاب وان عذابه هو العذاب الاليم
ولكننا لن نجد الا نادرا اناس كالنجوم كما وصف النبي ( صلى الله عليه وسلم ) اصحابه حين قال:"اصحابي كالنجوم ايما اقتديتم اهتديتم" اصحاب النبي الكريم( صلى الله عليه وسلم) هم اناس يعرفون قدر الله وقدر رسوله وهم من اصروا ان ينشروا الاسلام فى جميع انحاء العالم واصروا ان يجاهدوا من اجل ان توصل لنا الرسالة ويعرفوا لنا قدر الله ورسوله ولكننا للأسف اهملنا وتكاسلنا اين روح الاسلام ؟؟؟ اين نحن من اصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) وسوف اسرد عليكم اليوم قصة صحابي جليل الذى كان اعلم الناس بالحلال والحرام وهو ""معاذ بن جبل""
عندما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع الانصار بيعة العقبة الثانية, كان يجلس بين السبعين الذين يتكون منهم وفدهم , شاب مشرق الوجه, رائع النظرة, براق الثنايا.. يبهر الابصار بهدوئه وسمته ,واذا تحدث ازدادت الابصار انبهارا..!!
ذلك الشاب كان " معاذ بن جبل (رضى الله عنه)
هو اذن رجل من الانصار, بايع يوم العقبة الثانية , فصار من السابقين الاولين
كان معاذا رجل شهم لم يتخلف عن عن رسول الله فى مشهد ولا غزوة
بلغ معاذ من الفقه والعلم المدى الذى جعله اهلا لقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عنه:" اعلم امتى بالحلال والحرام, معاذ بن جبل"
وكان معاذا شبيها بعمر بن الخطاب فى استنارة عقله وشجاعته وذكائه
سأله رسول الله حين وجهه الى اليمن:[بم تقضى يا معاذ؟]
فأجابه قائلا :[بكتاب الله ]
فقال رسول الله:[فان لم تجد فى كتاب الله?]
قال معاذ :[ اقضى بسنة رسوله]
فقال رسول الله:[فان لم تجد فى سنة رسوله?]
فقال معاذ:[اجتهد رأيي,لا آلوا]
فتهلل وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:[الحمدلله الذى وفق رسول رسول الله لما يرضى رسول الله ]
فكان ولاء معاذ لكتاب الله وسنه رسوله لا تحجب عقله عن متابعة رؤاه
فلعل هذه القدرة عن الاجتهاد, والشجاعة فى استعمال الذكاء والعقل هما اللتان مكنتا معاذا من ثرائه الفقهى الذى فاق به اقرانه واخوانه فأصبح كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم " اعلم الناس بالحلال والحرام"
لقد كان امير المؤمنين عمر رضى الله عنه يستشيره فى امور كثيرة
وكان يقول فى بعض المواطن التى يستعين فيها برأى معاذ وفقهه:[لولا معاذ بن جبل لهلك عمر]
ويبدوا ان معاذا يمتلك عقلا احسن تدريبه ومنطقا آسرا مقنعا
فحيثما نلتقى به من خلال الروايات التاريخية عنه
انه دائما جالس والناس حوله..
وهو صموت ، لا يتحدث الا على شوق الجالسين لحديثه..
واذااختلف الجالسون فى امر , اعادوه الى معاذ ليفصل فيه..
فاذا تكلم , كان كما وصفه احد معاصريه "كأنما يخرج من فمه نورا ولؤلؤا"
كان معاذا سمح اليد والنفس والخلق
فلا يسأل عن شىء الا اعطاه جزلان مغتبطا.. ولقد ذهب جوده سخاؤه بكل ماله
ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاذ باليمن منذ وجهه النبي اليها ليعلم المسلمين ويفقههم فى الدين
وفى خلافة ابي بكر رجع معاذ من اليمن ,وكان عمر قد علم ان معاذ اثرى ..فاقترح على الخليفة ابي بكر ان يشاطره ثروته وماله..!!ولم ينظر عمر بل نهض مسرعا الى دار معاذ والقى عليه مقالته..
كان معاذ طاهر الكف طاهر الذمة ولئن كان قد اثرى فانهلم يكسب اثما, ولم يقترف شبهة ومن ثم فقد رفض عرض عمر وناقشه رأيه ..
وتركه عمر وانصرف
وفى الغداة,كان معاذ يطوى الارض حثيثا شطر دار عمر ولم يكد يلتقى بعمر حتى عانقه ودموعه تسبل من على مقلتي وهويقول:"لقد رأيت الليلة فى منامى انى اخوض حومة ماء, أخشى على نفسي الغرق,حتى جئت فخلصتنى يا عمر"
وذهبا معا الى ابى بكر وطلب معاذ اليه ان يشاطره ماله, فقال ابو بكر "لا اخذ منك شيئا"
ما كان ابو بكر الورع ليترك لمعاذ درهما واحدا, لو علم انه اخذ بغير الحق
ويهاجر معاذ الى الشام حيث يعيش بين اهلها والوافدين عليها ومعلما وفقيها,فاذا انه تلقى موت صديقه الحميم ابى عبيدة بن االجراح واستخلفه امير المؤمنين على الشام, ولم يمضى سوى بضعة اشهر حتى بحق بالرفيق الاعلى
وكان عمرا رضى الله عنه يقول :"لو استخلفت معاذ بن جبل, وسألنى ربي لماذا استخلفته؟ لقلت "سمعت نبيك يقول:ان العلماء اذا حضروا ربهم عز وجل , كان معاذ بين ايديهم"
والاستخلاف الذى يعنيه عمر هنا , هو الاستخلاف على المسلمين جميعا لا على بلد ولا على ولاية
قال رسول الله يوما "يا معاذ .. والله انى لاحبك فلا تنس ان تقول فى عقب كل صلاة: اللهم اعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"
ولقد تعلم معاذ الدرس واجاد تطبيقه
لقيه رسول الله ذات صباح فسأله:" كيف اصبحت يا معاذ؟"
قال :" اصبحت مؤمنا حقا يا رسول الله"
قال النبي:" ان لكل حق حقيقة , فما حقيقة ايمانك؟"
قال معاذ:"ما أصبحت صباحا قط, الا ظننت أنى لا أصبح..
ولا خطوت خطوة الا ظننت أنى لا اتبع غيرها..
وكأنى أنظر الى كل أمة جاثية تدعى الى كتابها..
وكأنى ارى اهل الجنة فى الجنة ينعمون..
واهل النار فى النار يعذبون..
فقال النبي"عرفت فالزم"
نعم لقد اسلم معاذ كل نفسه وكل مصيره الى الله فلم يعد يبصر سواه
ولقد أجاد ابن مسعود وصفه حين قال :" ان معاذ كان امة قانتا لله حنيفا ولقد كنا نشبه بابراهيم عليه السلام"
وحان اجل معاذ ودعى الى لقاء الله
وفى سكرات الموت تنطلق عن اللا شعور حقيقة كل حى, وتجرى على لسانه-ان استطاع الحديث-كلمات تلخص امره وحياته
كان يحدق فى السماء مناجيا ربه الرحيم:
"اللهم انى كنت اخافك,لكننى اليوم ارجوك, اللهم انك تعلم اننى لم اكن احب الدنيا لجرى الانهر, ولا لغرس الاشجار... ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات, ونيل المزيد من العلم والايمان والطاعة"...
وبسط يمينه كأنه يصافح الموت , وراح فى غيبوبته يقول:"مرحبا بالموت حبيب جاء على فاقه"
ارأيتم عظمة هذا الصحابي الجليل الذى وهب نفسه لرضاء الله ورسوله
ارأيتم هذا الصحابي الذى كان اعلم الناس الحلال والحرام
اتمنى ان يوفقنا الله لما يحب ويرضى وان نقتدى برسوله الكريم وبأصحابه هذه القصة للعبرة لمن اراد ان يقتدى بشخص مثل هذا الشخص العظيم واتمنى ان يعجبكم