مجرة أندروميدا. عندما ينظر الفلكيون إلى السماء في الليل، فإنهم يرون كل مجره وحيدة تبتعد عنا مسرعة بانتظام، بسبب تأثير توسع الكون، ولكن هناك استثناء واحد بارز، وهو مجرة "أندروميدا" الهائلة ( المعروفة بـ، الذي يتجه نحونا بسرعة يبلغ 120 كيلومتر/الثانية. وخلال بضعة مليارات من السنين، ستصطدم المجرتان ببعضهما وتبدآن عمليات الدمج سوية.وخلال تلك الفترة، يحتمل أن يكون الأرض موجودة وتدور حول الشمس، لذا فالسؤال الذي يطرح نفسه..ماذا سيحدث لنظامنا الشمسيلحسن الحظ، قام العالمان و (إبراهام لويب) من معهد هارفارد سمثسون للفيزياء الفلكية بعمل ورقة بحث رياضية معنونة باسم الإصطدام بين مجرة درب التبانة وأندروميدا، وفي هذا البحث، قام العالمان بتخطيط محاكاة لهذا الإصطدام الهائل، وقد خمنا المصير المستقبلي لنظامنا الشمسي مجرتنا درب التبانة، وأندروميدا يشكلان مع 40 مجرة صغيرة العضوان الأكبر ضمن المجموعة المحلية للمجرات. وبينما تندفع أكثر المجرات بعيداً عنا كجزء من عملية توسع الكون، إلا أن المجموعة المحلية ترتبط فيما بينها بالجاذبية، وستواصل التفاعل فيما بينهم على مدار السنوات القادمةعندما ولدت شمسنا قبل 4.7 مليار سنة، كانت أندروميدا ودرب التبانة يبعدان عن بعضهما 4.2 مليون سنة ضوئية، وكانا ينتقلان سوية بثبات خلال مليارات السنة، وهما الآن يبعدان عن بعضهما 2.6 مليون سنة ضوئية فقط، ويتوجهان بشكل واضح نحو الإصطدام. ولكنه لن يكون اصطدما مباشراً، إذ سيوجه المجرتان في البدء ضربات شديدة لبعضهما البعض. وعندما يحدث الضربة الأولى، خلال أقل من ملياري سنة من الآن، وفي ذلك التفاعل الأول، فإن هناك فرصة 12% لنظامنا الشمسي كي تقذف خارج قرص درب التبانة، وقد تلتحم مع المد الذيلي الطويل للمواد التي ستخرج خارج درب التبانة، وهناك فرصة أخرى بعيدة، وبسنبة يبلغ 3% فقط، أن يقفز شمسنا، ويرتحل إلى أندروميدا، تاركة وراءها درب التبانة. وإذا بقيت الأرض موجودة حول شمسنا، فإن الفلكيون المستقبليون قد يتمكنون من مشاهدة الإصطدام في قمة مجده، وإذا ما ظل الشمس يزيد من نواتجها الإشعاعية، فإن الحياة لن تكون قادرة على البقاء على كوكبنا مالم يجد العلماء في ذلك الزمان طريقة لإبعاد الأرض عن الشمس المتضخمة والملتهبة. وبعد أن ترجع المجرتان للضربات فيما بينهما، وبضربات تلو الأخرى، فإنها في النهاية سوف تستقر، ويتركز حشد هائل من النجوم حول مركز مشترك للجاذبية، والثقبان الأسودان التوأميان الهادئان نسبيا، ستندلعان فجأة، مشكلتان نوى مجرية نشطة، تلتهم سيلاً جارفاً من المادة التي كانت سيئة الحظ ودخلت المنطقة المحظورة للثقب الأسودوبنسبة احتمالية عالية، فإن هذه التفاعلات ستخرج الشمس إلى حافة المجرة الجديدة الخارجية، وسوف يبعد شمسنا 100.000 سنة ضوئية عن المركز، وسنكون سالمين من تلك الثقوب السوداء التوأمية. وهذه المجرة المستقبلية ستكون مجرة إهليلجية هائلة، وستفقد كل أذرعتها الحلزونية، ومناطق التشكيل النجومية العنيفة ستستقر، وستعيش هذه المجرة الجديدة سنواتها الباقية، وتستهلك مادتها الخام الباقية ببطىء. وخلال 100 مليار سنة من الآن، فإن كل المجرات التي تبتعد عنا ستنحسر عن الرؤية، وستسافر عنا بسرعة أعلى من سرعة الضوء.وسوف ينتهي علم الفلك خارج المجموعة الشمسية، وسيكون مجرتنا الجديدة (ميلكوميدا) هي المجرة التي ستكون ضمن الكون المرئي. |