السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طفله تكتـب رسائـل إلى الله قصه مؤثره لحد البكاءهذه القصة حكتها والدة الطفلة
استقيظت مبكرا كعادتي .. بالرغم من ان اليوم هو يوم أجازتي ,صغيرتي فاطمة كذلك
اعتادت على الاستيقاظ مبكرا, كنت اجلس في مكتبي مشغولة بكتبي واوراقي. ماما
ماذا تكتبين ؟ اكتب رسالة الى الله ،هل تسمحين لي بقراءتها ماما ؟؟ لا حبيبتي , هذه
رسائلي الخاصة ولا احب ان يقرأها احد. خرجت فاطمة من مكتبي وهي حزينة, لكنها
اعتادت على ذلك , فرفضي لها كان باستمرار.. مر على الموضوع عدة اسابيع، ذهبت
الى غرفة فاطمة و لاول مرة ترتبك فاطمة لدخولي... يا ترى لماذا هي مرتبكة؟ فاطمة ماذا
تكتبين ؟ زاد ارتباكها .. وردت: لا شئ ماما , انها اوراقي الخاصة.. ترى ما الذي تكتبه
ابنة التاسعة وتخشى ان اراه؟!! اكتب رسائل الى الله كما تفعلين.. قطعت كلامها فجأة
وقالت: ولكن هل يتحقق كل ما نكتبه ماما؟ طبعا يا ابنتي فإن الله يعلم كل شئ.. لم
تسمح لي بقراءة ما كتبت , فخرجت من غرفتها واتجهت الى راشد(زوجي) كي اقرأ له
الجرائد كالعادة , كنت اقرأ الجريدة وذهني شارد مع صغيرتي فلاحظ راشد شرودي
ظن بأنه سبب حزني .. فحاول اقناعي بأن اجلب له ممرضة .. كي تخفف علي هذا العبء
يا الهي لم ارد ان يفكر هكذا .. فحضنت رأسه وقبلت جبينه الذي طالما تعب وعرق من
اجلي انا وابنته فاطمة, واليوم يحسبني سأحزن من اجل ذلك.. واوضحت له سبب حزني
وشرودي... ذهبت فاطمة الى المدرسة, وعندما عادت كان الطبيب في البيت فهرعت لترى
والدها المقعد وجلست بقربه تواسيه بمداعباتها وهمساتها الحنونة. وضح لي الطبيب
سوء حالة راشد وانصرف, تناسيت ان فاطمة ما تزال طفلة , ودون رحمة صارحتها ان
الطبيب اكد لي ان قلب والدها الكبير الذي يحمل لها كل هذا الحب بدأ يضعف كثيرا وانه
لن يعيش لأكثر من ثلاث اسابيع , انهارت فاطمة وظلت تبكي وتردد: لماذا يحصل كل هذا
لبابا ؟ لماذا؟ ادعي له بالشفاء يا فاطمة، يجب ان تتحلي بالشجاعة , ،ولا تنسي رحمة
الله انه القادر على كل شئ.. فانتي ابنته الكبيرة والوحيدة أنصتت فاطمة الى امها ونست
حزنها , وداست على ألمها وتشجعت وقالت : لن يموت أبي. في كل صباح تقبل فاطمة خد
والدها الدافئ , ولكنها اليوم عندما قبلته نظرت اليه بحنان وتوسل وقالت : ليتك
توصلني يوما مثل صديقاتي . غمره حزن شديد فحاول اخفاءة وقال: ان شاء الله
سياتي يوما واوصلك فيه يا فاطمة.. وهو واثق ان اعاقته لن تكمل فرحة ابنته الصغيرة..
اوصلت فاطمة الى المدرسة ,وعندما عدت الى البيت , غمرني فضول لأرى الرسائل التي
تكتبها فاطمة الى الله، بحثت في مكتبها ولم اجد اي شئ.. وبعد بحث طويل .. لا جدوى ..
ترى اين هي ؟!! ترى هل تمزقها بعد كتابتها؟ ربما يكون هنا .. لطالما احبت فاطمة هذا
الصندوق, طلبته مني مرارا فأفرغت ما فيه واعطيتها الصندوق .. يا الهي انه يحوي
رسائل كثيرة ... وكلها الى الله! يا رب ... يا رب ... يموت ( كـلـب ) جارنا سعيد , لأنه
يخيفني!! يا رب ... قطتنا تلد قطط كثيرة .. لتعوضها عن قططها التي ماتت !!! يا رب ...
ينجح ابن خالتي , لاني احبه !!! يا رب ... تكبر ازهار بيتنا بسرعة , لأقطف كل يوم
زهرة واعطيها معلمتي!!! والكثير من الرسائل الاخرى وكلها بريئة... من اطرف الرسائل
التي قرأتها هي التي تقول فيها : يا رب ... يا رب ... كبر عقل خادمتنا , لأنها ارهقت
امي .. يا الهي كل الرسائل مستجابة , لقد مات كلب جارنا منذ اكثر من اسبوع , قطتنا
اصبح لديها صغارا , ونجح احمد بتفوق, كبرت الازهار, فاطمة تاخذ كل يوم زهرة الى
معلمتها ... يا الهي لماذا لم تدعوا فاطمة ليشفى والدها ويرتاح من عاهته ؟؟!! .... شردت
كثيرا ليتها تدعو له .. ولم يقطع هذا الشرود الا رنين الهاتف المزعج ردت الخادمة
ونادتني : سيدتي المدرسة ... * المدرسة !! ... ما بها فاطمة ؟؟ هل فعلت شئ؟ اخبرتني
ان فاطمة وقعت من الدور الرابع وهي في طريقها الى منزل معلمتها الغائبة لتعطيها
الزهرة .. وهي تطل من الشرفة ... وقعت الزهرة ... ووقعت فاطمة ... كانت الصدمة قوية
جدا لم اتحملها انا ولا راشد ... ومن شدة صدمته اصابه شلل في لسانه فمن يومها لا
يستطيع الكلام .. لماذا ماتت فاطمة ؟ لا استطيع استيعاب فكرة وفاة ابنتي الحبيبة... كنت
اخدع نفسي كل يوم بالذهاب الى مدرستها كأني اوصلها , كنت افعل كل شئ
صغيرتي كانت تحبه , كل زاوية في البيت تذكرني بها اتذكر رنين ضحكاتها التي كانت
تملأ علينا البيت بالحياة ... مرت سنوات على وفاتها, وكأنه اليوم ... في صباح يوم الجمعة اتت
الخادمة وهي فزعة وتقول انها سمعت صوت صادر من غرفة فاطمة... يا الهي هل يعقل فاطمة
عادت ؟؟ هذا جنون ... * انت تتخيلين لم تطأ قدم هذه الغرفة منذ ان ماتت فاطمة.. اصر
راشد على ان اذهب وارى ماذا هناك.. وضعت المفتاح في الباب وانقبض قلبي فتحت
الباب فلم اتمالك نفسي .. جلست ابكي وابكي ... ورميت نفسي على سريرها , انه
يهتز .. آه تذكرت قالت لي مرارا انه يهتز ويصدر صوتا عندما تتحرك , ونسيت ان اجلب
النجار كي يصلحه لها ولكن لا فائدة الآن ... لكن ما الذي اصدر الصوت .. نعم انه صوت
وقوع اللوحة التي زينت بآيات الكرسي , والتي كانت تحرص فاطمة على قراءتها كل يوم
حتى حفظتها, وحين رفعتها كي اعلقها وجدت ورقة بحجم البرواز وضعت خلفه يا الهي
انها احدى الرسائل يا ترى , ما الذي كان مكتوب في هذه الرسالة بالذات ولماذا
وضعتها فاطمة خلف الآية الكريمة إنها احدى الرسائل التي كانت تكتبها فاطمة الى الله .......
كان مكتوب يا رب ... يا رب ... اموت انا ويعيش بابا